للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء عن السلف.

[وصف الله تعالى بالصورة]

ثبت وصف الله تعالى بالصورة في عدة أحاديث، منها ما جاء في الحديث الطويل في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وفيه: "وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه" (١).

وفي الحديث الآخر، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته" (٢)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا" (٣)، فأثبت جمهور السلف بهذه الأحاديث وصف الله بالصورة، إلَّا أن بعض علماء السنة خالف في ذلك، منهم ابن خزيمة وابن منده (٤).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في هذا الحديث (٥) عائدٌ إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على


(١) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ح (٧٤٣٩) (١٣/ ٤٣١) ومسلم في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية ح (١٨٣) (٣/ ٢١).
(٢) سبق تخريجه ص (٤٧٢).
(٣) رواه البخاري في كتاب الإستئذان باب بدء السلام ح (٦٢٢٧) (١١/ ٥) ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ح (٢٨٤١) (١٧/ ١٨٤).
(٤) انظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ٨٤ - ٩٤) والتوحيد لابن منده (١/ ٢٢٢، ٢٢٤).
(٥) وهو حديث "خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ... ".

<<  <   >  >>