للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي أمر الله تعالى بفعلها له لغير الله ... وهو مبطل للأعمال، لهذا أشار بقوله: "من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركتُه وشرِيكَهُ" (١). وهذا هو المسمى بالرياء، وهو على الجملة مبطل للأعمال" (٢).

وقال في موضع آخر: "المخلص في عباداته هو الذي يخلصها من شوائب الشرك والرياء، وذلك لا يتأتى له إلَّا بأن يكون الباعث له على عملها قصد التقرب إلى الله تعالى، وابتغاء ماعنده، فأما إذا كان الباعث عليها غير ذلك من أعراض الدنيا، فلا يكون عبادة، بل يكون مصيبة موبقة لصاحبها، فإماكفر، وهو الشرك الأكبر، وإما رياء وهو: الشرك الأصغر" (٣).

[من وسائل الشرك]

لقد جاء الإسلام بالتوحيد الخالص والنهي عن الشرك والتحذير منه، وسد جميع الطرق والوسائل المؤدية إليه وحرَّمها. ومن ذلك نهيه عن الصور وتعظيمها، والبناء على القبور وتشييدها؛ لأن ذلك يؤدي إلى الشرك بالله تعالى، حيث يكون سببًا لعبادتها، كما حدث ذلك في الأمم السابقة، لذا حذَّر -صلى الله عليه وسلم- من ذلك، وشدَّد في النهي، فعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة -فيها تصاوير- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصُّور أولئك شرارُ


(١) رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله ح (٢٩٨٥) (١٨/ ٣٢٦).
(٢) المفهم (٦/ ٦١٥).
(٣) المفهم (٣/ ٧٤٢).

<<  <   >  >>