إن من أصول أهل السنة والجماعة إنكار البدع في الدين، والتحذير منها، مع الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة، والسير على منهج سلف الأمة.
وقد كان للقرطبي - رحمه الله - كلامٌ نفيسٌ في هذا الجانب حذر فيه من البدع والمبتدعين، وأوصى بالتمسك بالكتاب والسنة، والاقتداء بالسلف الصالح، وكشف عوار هذه الفرق المنحرفة والنحل الضالة، مع ما وقع فيه - رحمه الله - من الخطأ والزلل، والوقوع في بعض ما حذر منه، خصوصًا في باب الأسماء والصفات، كما سيتبين بعد ذلك - إن شاء الله - وسيكون الحديث هنا من خلال المطالب التالية:
[المطلب الأول: ما يعصم من البدع]
[١ - الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة]
إن منهج المسلم المستسلم لله تعالى الاتباع وترك الابتداع، الاتباع لما جاء في الكتاب والسنة، إذ هما المصدران الأساسيان لمعرفة ما يحب الله ويكره، ولذا فالذين ضلوا الطريق من المبتدعة المنحرفة كان ذلك بسبب بعدهم عن هذه المصادر الأصلية إلى غيرها من الطرق المعوجة والوسائل المضلة.
قال القرطبي في الرد على هؤلاء: "وعلى الجملة فقد حصل العلم القطعي واليقين الضروري، وإجماع السلف والخلف على ألا طريق لمعرفة أحكام الله تعالى التي هي راجعة إلى أمره ونهيه، ولا يعرف شيء