للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتجبر العثرات وتنال المكرمات وصلى الله على البشير النذير والسراج المنير وعلى آله وصحبه أجمعين.

فقد منَّ الله تعالى عليَّ بإتمام هذا البحث وبيان مسائله عرضًا ونقدًا ولا أدَّعي فيه الكمال أو الإحاطة ولكن حسبي أني بذلت فيه قصارى جهدي وكامل قوتي فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت في ذلك أو بعضه فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك كله، وقد كان من توفيق الله تعالى لي أن توصلت من خلال دراستي هذه إلى بعض النتائج أوجزها فيما يلي:

(١) لقد عاش المازري النصف الثاني من القرن الخامس والثلث الأول من القرن السادس والقرطبي عاش في الربع الأخير من القرن السادس والنصف الأول من القرن السابع، وهذا الزمن ابتليت الأمة فيه بالإضطرابات والفتن وتسلط الأعداء عليها مما كان له الأثر الواضح على حياتهما خصوصًا القرطبي الذي تسببت هذه الفتن في تركه لبلده وهجرته إلى مصر حين قضى فيها بقية عمره بعد أن سقطت بلاده الأندلس في أيدي النصارى.

(٢) تبين من خلال دراسة ذلك العصر أنَّ المذهب الأشعري في الإعتقاد هو السائد خصوصًا في تلك البلاد وهذا يظهر من خلال التزام المازري والقرطبي بهذا المعتقد كما كان عليه شيوخهما ومن أخذا العلم عنهما.

(٣) المازري والقرطبي خفي معظم آثارهما ومعالم حياتهما ورغم كثرة

<<  <   >  >>