للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى رحمة ولي خلد في النار أبد الآباد من غير انقطاع عذاب ولا تصرم آباد وهذا معلوم ضروري من الدين مجمع عليه من المسلمين" (١).

وقال في موضع آخر: "أما نشأة الآخرة فهي للبقاء، إما في نعيم أو في عذاب إذ لا موت كما قال في حق الكفار: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: ٥٦] (٢) " (٣).

وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا لمن خالفهم فيها قال ابن تيمية - رحمه الله -: "وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلَّا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع سلف الأمة وأئمتها" (٤).


(١) المفهم (١/ ٢٩٠).
(٢) سورة النساء، الآية: ٥٠٦.
(٣) المفهم (٧/ ٣٢).
(٤) الفتاوى (١٨/ ٣٠٧)، وانظر: شرح الطحاوية (٢/ ٦٢٠).

<<  <   >  >>