للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرعية، يتبين بطلان ما ذهب إليه المتأولون، وصحة ما ذهب إليه السلف الصالحون، من إثبات هذه الصفة على الوجه اللائق به سبحانه، إيمانًا واعتقادًا وتسليمًا، والسلامة في اتباع منهج السلف السالمين من التعطيل والتمثيل.

صفة السَّاق:

صفة من صفات الله تعالى الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)} (١)، وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث الشفاعة الطويل: " ... فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن" (٢).

وإن كان في الآية خلاف من ناحية دلالتها على هذه الصفة فالحديث نص صريح في إثباتها ولذا فمذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفة لله تعالى على الوجه الذي يليق به سبحانه.

وقد ذكر شيخ الإسلام هذا فقال عند قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: الصحابة قد تنازعوا في تفسير هذه الآية، هل المراد به الكشف عن الشدة، أو المراد أنه يكشف الرب عن ساقه؟ ولم تتنازع الصحابة والتابعون فيما ذكر من آيات الصفات إلَّا في هذه الآية، بخلاف قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٣)، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (٤) ... ونحو ذلك فإنه لم يتنازع فيها الصحابة والتابعون، وذلك أنه ليس في ظاهر القرآن أن ذلك صفة لله


(١) سورة القلم، آية: ٤٢.
(٢) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ح (٧٤٣٩) (١٣/ ٤٣١) ومسلم في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية ح (١٨٣) (٣/ ٣٠).
(٣) سورة ص، الآية: ٧٥.
(٤) سورة الرحمن، الآية: ٢٧.

<<  <   >  >>