للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: هذا غلطٌ؛ لأن حمله على الملك والقدرة والنعم، يسقط فائدة التخصيص بالقلب؛ لأن جميع الأشياء هذا حكمها، وأنها في ملكه وبنعمه. ولأنه لو أراد النعمتين، لكان القلب محفوظًا بها، ولم يحتج إلى الدعاء بالتثبيت، ولما دعا بالتثبيت، لم يصح حمله على النعمتين، وهذا جواب ابن قتيبة. وأما القول بالمجاز، فلا يصح في صفات الله تعالى؛ لأنه لا حقيقة للمجاز. وأما القول بأن المراد بقوله عليه السلام: "يمسك السموات على إصبع ... " أي: على إصبع بعض خلق يخلقه، فلا يصح هذا؛ لأنه جاء في الحديث: "وسائر الخلق على إصبع" فاقتضى ذلك أنه لم يبق مخلوق إلَّا وهو على الإصبع فلو كان المراد به إصبع بعض خلقه لخرج بعض الخلق عن أن يكون على الإصبع وهذا خلاف الخبر.

ثم إن المفسرين قالوا: إن هذا يكون عند فناء الخلق وإماتتهم، فلا يكون له مجيب غير نفسه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)} (١) فدل هذا على أنه لم يبق هناك خلق يضع السموات على إصبعه. فإن قيل: في الخبر ما يدل على القدرة، وهو قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (٢) قيل: معناه ما عرفوا الله حق معرفته، وإذا كان هذا معناه لم يكن المراد به القدرة" (٣).

والصواب في هذا ما عليه أهل السنة والجماعة من إثبات الصفة لله تعالى بهذه النصوص مع نفي المشابهة والتمثيل والابتعاد عن التكييف أو التعطيل والله الهادي إلى سواء السبيل.

صفة الرِّجْل والقَدَم:

صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله تعالى بالأحاديث الصحيحة، منها قوله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) سورة غافر، آية: ١٦.
(٢) سورة الزمر، آية: ٦٧.
(٣) إبطال التأويلات لأبي يعلى (٢/ ٣١٧، ٣٢٤) بتصرف.

<<  <   >  >>