للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* ترك الصلاة عليهم:

قال القرطبي: "يكره لأهل الفضل الصلاة على المعلن بالبدع والكبائر" (١).

وقال في موضعٍ آخر: "على أن أهل الفضل يجتنبون الصلاة على المبتدعة والبغاة وأصحاب الكبائر رادعًا لأمثالهم" (٢).

وتخصيص القرطبي ذلك بأهل الفضل هو الصحيح، إذ يكون هذا رادعًا لأمثالهم من أهل البدع مع ما فيه من تحذير لعامة الناس عن مسالكهم، فيكون الإنكار عليهم من أهل الفضل في حياتهم وبعد مماتهم، وإلَّا فالصلاة من عموم المسلمين مشروعة على المبتدع ما لم تصل به بدعته إلى الكفر.

قال - ابن تيمية - رحمه الله -: "وأما من كان مظهرًا للفسق مع ما فيه من الإيمان، كأهل الكبائر، فهؤلاء لابد أن يصلي عليهم بعض المسلمين، ومن امتنع من الصلاة على أحدهم زجرًا لأمثاله عن مثل ما فعله، كما امتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة على قاتل نفسه، وعلى الغال، وعلى المدين الذي لا وفاء له، وكما كان كثير من السلف يمتنعون من الصلاة على أهل البدع كان عمله بهذه السنة حسنًا" (٣).

* عدم الاعتداد بخلافهم، وعدم قبول روايتهم:

قال القرطبي في بيان اتفاق السلف والخلف على تقديم الصديق - رضي الله عنه - وأفضليته: "ولم يختلف في ذلك أحدٌ من أئمة السلف، ولا الخلف، ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع، ولا أهل البدع، فإنهم بين


(١) المفهم (٢/ ٦٠٨).
(٢) المفهم (٢/ ٦٣٨).
(٣) الفتاوى (٢٤/ ٢٨٦).

<<  <   >  >>