للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان طلوع الشمس، مخصوصًا بذلك لأنه أول تغيير هذا العالم العلوي الذي لم يشاهد فيه تغيير منذ خلقه الله تعالى، وإلى ذلك الوقت، وأما ما قبله من الآيات فقد شوهد ما يقرب من نوعه، فإذا كان ذلك، وطبع على كل قلب بما فيه من كفر وإيمان أخرج الله الدابة مُعَرِّفة لما في بواطن الناس من إيمان وكفر فتكلمهم بذلك" (١).

وقال في رده على المبتدعة الذين يؤولون عامة هذه الآيات بمحض عقولهم: "مذهب أهل السنة حمل طلوع الشمس من مغربها وغيرها من الآيات على ظاهرها إذ لا إحالة فيها وهي أمور ممكنة في أنفسها، وقد تضافرت الأخبار الصحيحة بها مع كثرتها وشهرتها، فيجب التصديق بها، ولا يلتفت لشيء من تأويلات المبتدعة لها" (٢).

[٨ - الدابة]

قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)} (٣) أي: مع تمادي الناس بالعصيان وإعراضهم عن آيات الرحمن وترك النزول على حكمها بحيث لا تنفع فيهم الموعظة، ولا تردعهم التذكرة، يقول تعالى: إذا صاروا كذلك أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أي: دابة تعقل وتنطق ليعلم الناس أن ذلك آية من عند الله (٤). قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من


(١) المفهم (٧/ ٢٤٢).
(٢) المفهم (١/ ٣٧٣).
(٣) سورة النمل، الآيه: ٨٢.
(٤) انظر: التذكرة للقرطبي ص (٧٨٥).

<<  <   >  >>