للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتحريم بيع أمهات الأرلاد والاستهانة بالأحكام الشرعية، وهذا على قول من يرى تحريم بيع أمهات الأولاد، وهم الجمهور، ويصح أن يحمل ذلك على بيعهن في حال حملهن وهو محرم بالإجماع.

وثالثها: أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب، ويشهد لهذا قوله في حديث أبي هريرة "المرأة" مكان "الأمة" وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا" (١) " (٢).

[٥ - التطاول في البنيان]

وقد بيَّن -صلى الله عليه وسلم- أنه من علامات الساعة، فقال: "وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان" (٣) قال القرطبي: "هذه الأوصاف هي غالبة على أهل البادية ... ومقصود هذا الحديث الإخبار عن تبدل الحال وتغيره، بأن يستولي أهل البادية الذين هذه صفاتهم على أهل الحاضرة، ويتملكوا بالقهر والغلبة فتكثر أموالهم، وتتسع في حطام الدنيا آمالهم فتنصرف همهم إلى تشييد المباني، وهدم الدين، وشريف المعاني، وأن ذلك إذ وجد كان من أشراط الساعة، ويؤيد هذا ما ذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع" (٤) وقد شوهد هذا كله عيانًا فكان ذلك على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط (٦/ ٢٨٥) وأبو نعيم في الحلية (٩/ ١٣٨)، والحويني في كتابه النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة ص (١٩٧).
(٢) المفهم (١/ ١٤٨).
(٣) سبق تخريجه ص (١٣٧).
(٤) رواه أحمد في مسنده (٥/ ٣٨٩)، والترمذي في أبواب الفتن، باب ما جاء في أشراط الساعة، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢٤٢).

<<  <   >  >>