للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبتدع مفسق لا تقبل كلمته، وتدحض حجته" (١).

وقال في موضع آخر: "فأما الروافض فقد كفَّروا الصحابة كلهم؛ لأنهم تركوا العمل بالحق الذي هو النص على استخلاف علي - رضي الله عنه - واستخلفوا غيره بالاجتهاد، ومنهم من كفَّر عليًّا - رضي الله عنه -؛ لأنه لم يطلب حقه، وهؤلاء لا يشك في كفرهم؛ لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول، فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام، وأما غيرهم من الفرق فلم يرتكب أحد منهم هذه المقالة الشنعاء القبيحة القصعاء، ومن ارتكبها منهم ألحقناه بمن تقدم في التكفير ومأواه جهنم وبئس المصير" (٢).

[الرد عليهم]

أكثر القرطبي من الرد على الشيعة في كثير مما ذهبوا إليه من الأباطيل، وذلك في مواضع متفرقة من المفهم، فرد عليهم في تجويز الكبائر على الأنبياء (٣)، وفي موقفهم من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - (٤)، وفي موقفهم من الخلافة، وقولهم بالنص على علي - رضي الله عنه (٥). إلى غير ذلك من المسائل الأخرى (٦).

[٥ - القدرية]

وهم القائلون بأن العبد يخلق فعل نفسه، وأن أفعال العباد مقدورة لهم على جهة الاستقلال، وكان متقدموهم ينكرون علم الله بالأشياء قبل


(١) المفهم (٦/ ٢٣٨).
(٢) المفهم (٦/ ٢٧٣).
(٣) انظر: المفهم (٢/ ٩٢، ١٨٥) (٣/ ٥٦٤) (٦/ ٢١٧، ٣٠٣).
(٤) انظر: المفهم (٢/ ٣٢٧) (٦/ ٢٥٢).
(٥) انظر: المفهم (٦/ ٢٤٨، ٢٧٣) وانظر: المازري في هذه المسألة المعلم (٣/ ١٣٦).
(٦) انظر: المفهم (٥/ ١٣٦، ٢٤٤) (٧/ ٣٢٧، ٣٣٣).

<<  <   >  >>