للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها إلَّا عن طريق الرسل الكرام، فمن قال: إن هناك طريقًا آخر يعرف بها أمره ونهيه غير الرسل بحيث يستغنى بها عن الرسل، فهو كافر يقتل، ولا يستتاب، ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا جواب" (١).

٢ - ذم الكلام وتقديم العقل على الشرع (٢):

الكتاب والسنة وافيان بكل شيء إذ فيهما الهدى والنور، والصلاح والفلاح، ومن بحث عن ذلك في غيرهما فقد ضلَّ كما كان حال المبتدعة الذين سلكوا علم الكلام، فقدَّموا العقل على الشرع، فكان هذا منهم ابتداعًا في دين الله، وسببًا للانحراف والضلال، وقد قال القرطبي في بيان ضلال المتكلمين وخصومتهم في أصول الدين: "أشد ذلك الخصومة في أصول الدين كخصومة أكثر المتكلمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وسلف أمته إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة - ثم تحدث عن دخولهم في مسالك أمسك عنها السلف، حتى قال: - إلى غير ذلك من الأبحاث المبتدعة، التي لم يأمر الشرع بالبحث عنها، وسكت أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن سلك سبيلهم عن الخوض فيها، لعلمهم بأنها بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته، فإن العقول لها حد تقف عنده ... ويكفي في الرح عن الخوض في طرق المتكلمين ما قد ورد في ذلك عن الأئمة المتقدمين ... عصمنا الله من بدع المبتدعين، وسلك بنا طريق السلف الماضين، وإنما طوَّلت في هذه المسألة الأنفاس لما قد شاع من هذه البدع في الناس" (٣).


(١) المفهم (٦/ ٢١٩).
(٢) انظر أول واجب على المكلف والرد على المتكلمين في هذه الرسالة ص (١٤٧)
(٣) المفهم (٦/ ٦٩٠ - ٦٩٤).

<<  <   >  >>