للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكبيرة، ويرد عليهم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" (١).

[أنواع الشفاعة]

ذكر القرطبي عن القاضي عياض أن شفاعات النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة أربع، وهي:

الأولى: شفاعته العامة لأهل الموقف ليعجل حسابهم ويراحوا من هول موقفهم، وهي الخاصة به - صلى الله عليه وسلم -.

الثانية: في إدخال قوم الجنة دون حساب.

الثالثة: في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيخرجون من النار ويدخلون الجنة بشفاعته، وهذه الشفاعة هي التي أنكرتها المبتدعة: الخوارج والمعتزلة، فمنعتها على أصولهم الفاسدة، وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح العقليين، وتلك الأصول قد استأصلها أئمتنا في كتبهم لأنها مصادمة لأدلة الكتاب والسنة الدالة على وقوع الشفاعة في الآخرة، ومن تصفح الشريعة والكتاب والسنة وأقوال الصحابة وابتهالهم إلى الله تعالى في الشفاعة علم على الضرورة صحة ذلك وفساد من خالف في ذلك.

الرابعة: في زيادة الدرجات في الجنة وترفيعها (٢).

وبيَّن شفاعات غير النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم القيامة عند شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأوَّل من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول


(١) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب في الشفاعة والترمذي في أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٦٩١) حديث ٣٧١٤.
(٢) المفهم (١/ ٤٣٧).

<<  <   >  >>