للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: طلبه للعلم]

بدأ بطلب العلم مبكرًا على أيدي علماء بلده - وإن كان التاريخ لم يحتفظ إلَّا بأسماء القليلين من شيوخه - ومما يفيد حرصه على العلم وملازمته للعلماء منذ الصغر ما ذكره هو عن نفسه حيث قال: "ولقد أذكر أني كنت صبيًّا حين راهقت الحلم بين يدي إمامي في الأصول - رحمه الله - وكان أول يوم من رمضان، وبات الناس بغير عقد نية في الصيام، فقلت: إن هذا اليوم ما نقضيه على مذهب بعض أصحاب مالك في رواية شاذة، فأخذ بأذني أستاذي وقال لي: إن قرأت العلم على هذا، فلا تقرأه، فإنك إن اتبعت بنيات الطريق جاء منك زنديق" (١).

وهذا النص يفيد طلبه للعلم منذ الصغر، واتخاذه الشيوخ في شتى التخصصات إضافة إلى جرأته على المسائل الفقهية مع صغر سنه.

وأما رحلاته العلمية، فهي لا تتعدى محيط إفريقية، فهو لم يسافر بعيدًا عن بلده، بل حتى الحج لم يذكر أنه سافر إليه، وإن كان قد عزم على ذلك غير مرة، لكن خوف الطريق منعه من ذلك.

لكنه رحل إلى صفاقس، وأخذ عن شيخه اللخمي فيها، ورحل إلى سوسه، والرباط، وأخذ عن شيخه ابن الصائغ (٢).

[المطلب الثاني: شيوخه]

بالرغم من علمية المازري وشهرته إلَّا أن مصادر الترجمة شحيحة - كما سبق بيانه - خصوصًا في ذكر شيوخه، مع أننا لا نشك أنه تلقى العلم على عدد كبير من العلماء في سائر العلوم، ولكننا لم نظفر إلَّا بأسماء


(١) فتاوى المازري، الطاهر المعموري ص (١٢).
(٢) المرجع السابق ص (١٥).

<<  <   >  >>