للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان

وهي التي كملت له سبحانه ... من كل وجه عادم النقصان (١)

[صفتا العظمة والكبرياء]

صفتان ذاتيتان لله عز وجل، ثابتتان بالكتاب والسنة، قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦)} (٢)، وقال تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧)} (٣)، وجاء في حديث الشفاعة أنه يقول عز وجل: "وعزتي وجلالي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلَّا الله" (٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته" (٥) وعند أبي داود بلفظ "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري" (٦).

قال الأزهري: "من صفات الله عز وجل: العلي العظيم ... وعظمة الله لا تكيف، ولا تحد، ولا تمثل بشيء، ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم كما وصف نفسه، وفوق ذلك بلا كيفية ولا تحديد" (٧).

وقال الغنيمان: "من المعلوم أن الكبرياء من صفات الله تعالى، ولا يجوز للعباد أن يتصفوا بها ... ووصف الله تعالى بأن العظمة إزاره والكبرياء رداؤه كسائر صفاته، تثبت على ما يليق به، ويجب أن يؤمن بها


(١) القصيدة النونية مع شرحها للهراس (٢/ ٧٣).
(٢) سورة الواقعة، آية: ٩٦.
(٣) سورة الجاثية، آية: ٣٧.
(٤) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ح (٧٥١٠) (١٣/ ٤٨١) ومسلم في كتاب الإيمان باب أدنى أهلى الجنة منزلة فيها ح (١٩٣) (٣/ ٥٤).
(٥) سبق تخريجه ص (٥٠٤).
(٦) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس باب ما جاء في الكبر.
(٧) تهذيب اللغة للأزهري (٢/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>