للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ الغنيمان: "والعزة من صفات ذاته تعالى التي لا تنفك عنه، فغلب بعزته وقهر بها كل شيء، وكل عزة حصلت لخلقه فهي منه" (١).

قال القرطبي في إثبات صفة العزة لله تعالى: "العزة: القوة والغلبة، ومنه: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣)} (٢) أي: غلبني ويقال أيضًا: عز الشيء إذا قلَّ، فلا يكاد يوجد مثله يعزُّ عزًّا وعزازة وعزَّ يعز عِزة إذا صار قويًّا بعد ضعف وذلة، فعزة الله تعالى قهره للجبابرة وقوته الباهرة، وهو مع ذلك عديم المثل والنظير: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣) " (٤).

وقال في موضع آخر: "العز والعظمة والكبرياء من أوصاف الله تعالى الخاصة به التي لا تنبغي لغيره، فمن تعاطى شيئًا منها أذله الله تعالى وصغَّره وحقَّره وأهلكه كما قد أظهر الله تعالى من سننه في المتكبرين السابقين واللاحقين" (٥).

والعزة التي هي صفة من صفات الله تعالى تكون بمعنى الامتناع على من يرومه من أعدائه وتكون بمعنى القهر والغلبة، وتكون بمعنى القوة والصلابة، وهذه المعاني ثابتة لله تعالى، وقد أشار ابن القيم إلى هذه المعاني في نونيته فقال:

وهو العزيز فلن يُرام جنابه ... أنّى يُرام جنابُ ذي السلطان

وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيءٌ هذه صفتان


= (١٧/ ٤١).
(١) شرح كتاب التوحيد، من صحيح البخاري للغنيمان (١/ ١٤٧).
(٢) سورة ص، آية: ٢٣.
(٣) سورة الشورى، آية: ١١.
(٤) المفهم (١/ ٤٤٣).
(٥) المفهم (١/ ٢٧٦).

<<  <   >  >>