للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عن علم الله تعالى: "الله عالم بما كان وبما يكون وبما لا يكون: أن لو كان كيف كان يكون" (١).

وقال أيضًا: "الله تعالى علم مقادير الأشياء وأحوالها، وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه، فلا محدث في العالم العلوي والسفلي إلَّا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته" (٢).

[صفة القدرة]

صفة ذاتية لازمة لله تعالى، قال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٣)

، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا} (٤).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شرما أجد وأحاذر" (٥)، وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث الاستخارة: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر" (٦).

والقرطبي أثبت هذه الصفة متابعة للأشاعرة؛ لأنها من الصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة، وقد سبق نقل إثبات القرطبي لهذه الصفات، وذلك في صفة العلم.

وقد بين حكم من أنكر هذه الصفة فقال: اختلف في تكفير من


(١) المفهم (٦/ ٢١٦).
(٢) المفهم (١/ ١٣٢).
(٣) سورة البقرة، آية: ٢٠.
(٤) سورة الأنعام، آية: ٦٥.
(٥) رواه مسلم في كتاب السلام، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء ح (٢٢٠٢) (١٤/ ٤٣٩).
(٦) سبق تخريجه ص (٤٧٤).

<<  <   >  >>