للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصالحون؟ قال: "نعم، إذا ظهر الخبث" (١).

وهذه الخسوفات قد وجد منها في مواضع من الأرض في الشرق والغرب قبل هذا الزمن (٢).

أما الخسوفات الثلاثة المذكورة في العشر آيات العظام فتكون خسوفات عظيمة.

قال ابن حجر: "وقد وجد الخسف في مواضع ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وجد، كأن يكون أعظم منه مكانًا وقدرًا" (٣).

[٦ - الدخان]

قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١)} (٤).

والمعنى: انظر يا محمد بهؤلاء الكفار يوم تأتي السماء بدخان مبين واضح يغشى الناس ويعمهم، وعند ذلك يقال لهم: هذا عذاب أليم، تقريعًا لهم، وتوببخًا، أو يقول بعضهم لبعض ذلك (٥).

وذهب ابن مسعود -رضي الله عنه- وجماعة من السلف إلى أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشًا من الشدة والجوع، عندما دعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-


(١) رواه الترمذي في أبواب الفتن، باب ما جاء في الخسف وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١٣٥٥) ح/ ٨١٥٦١.
(٢) انظر: أشراط الساعة للوابل ص (١٧٤، ٣٨٢).
(٣) فتح الباري (١٣/ ٩٠).
(٤) سورة الدخان، الآية: ١٠، ١١.
(٥) انظر: تفسير الطبري (١١/ ٢٢٨)، وتفسير القرطبي (١٦/ ٨٧).

<<  <   >  >>