للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتستغرب آثارها لندورها، ومادته الوقوف على خواص الأشياء، والعلم بوجوه تركيبها وأزمان ذلك" (١).

وَهَذا الذي ذكره القرطبي أحد أنواع السحر، إذ السحر أنواع، منها ما يكفر به الساحر عند الجميع، ومنه ما اختلف في تكفيره. قال النووي رحمه الله عند كلامه عن السحر: "إنه قد يكون كفرًا وقد لا يكون كفرًا، بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كفر، وإلَّا فلا" (٢).

وقال الشنقيطي (٣) بعد ذكره لأنواع السحر: "وعلوم الشر كثيرة وقصدنا بذكر ما ذكرنا منها التنبيه على خستها شرعًا، وأن منها ما هو كفر بواح، ومنها ما يؤدي إلى الكفر، وأقل درجاتها التحريم الشديد" (٤).

[حكم إنكار السحر]

بيَّن القرطبي -رحمه الله- وجود السحر وأثره، وأن الكتاب والسنة قد دلا على ذلك، وأن من أنكر السحر فقد كفر، لتكذيبه بالكتاب والسنة، وذلك عند شرحه لحديث عائشة التي قالت فيه: "سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهودي" (٥).


(١) المفهم (٥/ ٥٦٩).
(٢) شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/ ٤٢٧).
(٣) هو الشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحل من موريتانيا واستقر في السعودية إذ درس في المعهد العلمي بالرياض ثم في كلية الشريعة ثم مدرسًا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعضوًا في هيئة كبار العلماء عُرف رحمه الله بالورع والزهد وكثرة العبادة وقد خلف عددًا من المؤلفات منها "أضواء البيان في تفسير القرآن" وغيره توفي رحمه الله في مكة ودفن بها في (١٧/ ١٢/ ١٣٩٣ هـ) علماء نجد خلال ثمانية قرون. للشيخ عبد الله البسام (٦/ ٣٧١)، معجم المؤلفين (٣/ ١٤٦).
(٤) أضواء البيان (٤/ ٤٩).
(٥) رواه البخاري في كتاب الجزية والموادعة، باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر ح (٣١٧٥) (٦/ ٣١٩)، ومسلم في كتاب السلام، باب السحر ح (٢١٨٩) (١٤/ ٤٢٤).

<<  <   >  >>