للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول: تعريف القضاء والقدر لغة وشرعًا:

[(أ) لغة]

قال الجوهري: "القضاء: الحكم، وأصله قضاي؛ لأنه من قضيت، إلَّا أن الياء لما جاءت بعد الألف همزت، والجمع أقضية، وقضى أي حكم، ومنه قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (١)، وقد يكون بمعنى الفراغ تقول: قضيت حاجتي، وضربه فقضى عليه أي قتله كأنه فرغ منه. وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء، ومنه قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} (٢). وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير ... ومنه قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (٣) ومنه القضاء والقدر" (٤).

وقال الزهري: "القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه وكل ما أحكم عمله أو أُتمَّ أو خُتِم أو أُدِّي أداء، أو أوجب، أو أعْلِمَ، أو أُنْفِذَ، أو أُمْضيَ فقد قُضِي. وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث ومنه القضاء المقرون بالقدر" (٥).

وقال ابن فارس: "القاف والضاد والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته" (٦).

هذا في تعريف القضاء لغةً. وأما القدر فقال ابن سيده (٧): القَدْرُ


(١) سورة الإسراء، الآية: ٢٣.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٤.
(٣) سورة فصلت، الآية: ١٢.
(٤) الصحاح (٦/ ٢٤٦٣).
(٥) لسان العرب (١٥/ ١٨٦).
(٦) معجم مقاييس اللغة (٥/ ٩٩).
(٧) علي بن إسماعيل المرسي الشهير بابن سيدة إمام في اللغة له كتاب "المحكم والمحيط =

<<  <   >  >>