للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبيان أصل نشأتهم، وسبب ضلالتهم، والخلاف في تكفيرهم. يتبين هذا من خلال النقاط التالية:

[سبب التسمية]

قال القرطبي: "سموا: المارقة، والخوارج، لأنهم مرقوا من الدين، وخرجوا على خيار المسلمين" (١).

"والحرورية: الخوارج سموا بذلك، لأنهم خرجوامن حروراء وهي حرة معروفة بالعراق" (٢).

[ضلالتهم وعظم الابتلاء بهم]

قال القرطبي: "خرجت الخوارج فكفروه - أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وكل من معه وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، والله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (٣) ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبيل" (٤).

وقال أيضًا: "لما حكموا بكفر من خرجوا عليه من المسلمين استباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة وقالوا: نفي لهم بذمتهم، وعدلوا عن قتال المشركين، واشتغلوا بقتال المسلمين عن قتال المشركين، وهذا كله من آثار عبادات الجهال الذين لم يشرح الله صدورهم بنور العلم، ولم يتمسكوا بحبل وثيق، ولا صحبهم في حالهم ذلك توفيق ... ويكفي من جهلهم وغلوهم في بدعتهم حكمهم بتكفير من شهد له رسول الله بصحة إيمانه، وبأنه من أهل الجنة كعلي وغيره من صحابة رسول الله


(١) المفهم (٣/ ١٠٩).
(٢) المفهم (٣/ ١١١).
(٣) الأنعام، الآية: ٥٧.
(٤) المفهم (٦/ ٢٧٠).

<<  <   >  >>