للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب والسنة هكذا، قال بعض العلماء، ولم يجز أن يقال: يا خافض حتى يضم إليه: يا رافع (١) " (٢).

[المطلب التاسع: ما ليس من أسماء الله]

جاء في بعض الأحاديث بعض الألفاظ الموهمة أنها من أسماء الله، حتى ذهب البعض إلى جعلها من أسمائه تعالى، كالدهر ورمضان، والصاحب، والخليفة.

فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدهر قوله: "قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أُقلِّبُ ليله ونهاره" (٣). قال القرطبي: "قيدها بعض الناس "الدَّهَر" بالنصب على أن تكون ظرفًا يعمل فيه "أقُلِّبُ" فكأنه قال: أنا طول الدهر، أقلب الليل والنهار، ويكون "أُقَلِّبُ" هو الخبر، والذي حمله على ذلك خوف أن يقال: إن الدهر من أسماء الله تعالى، وهذا عدول عما صح إلى ما لم يصح مخافة ما لا يصح، فإن الرواية الصحيحة عند أهل التحقيق بالضم ولم يرو الفتح من يعتمد عليه، ولا يلزم من ثبوت الضم أن يكون الدهر من أسماء الله تعالى ... فلا يكون الدهر اسمًا من أسمائه تعالى" (٤).

وأما رمضان، فقد ورد فيه حديث لا يصح وهو قوله: "لا تقولوا


(١) المفهم (٧/ ٤٨).
(٢) انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى للدكتور محمد خليفة التميمي (٤١١).
(٣) رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة الجاثية (٤٥). ح (٤٨٢٦) (٨/ ٤٣٧)، ومسلم في كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب النهي عن سب الدهر ح (٢٢٤٦) (١٥/ ٥).
(٤) المفهم (٥/ ٥٤٨).

<<  <   >  >>