للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْأَنْصَارِ} (١)، وقوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} (٢) إلى غير ذلك" (٣).

"فإنهم رضي الله عنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة من أمور الدين ومراعاة أحواله والتمسك بأعمال البر والخير إلى أن توفوا على ذلك، ومن وقع منهم في معصية أو مخالفة لجأ إلى التوبة، ولازمها حتى لقي الله تعالى عليها يُعلمُ ذلك قطعًا من أحوالهم من طالع سيرهم وأخبارهم" (٤).

"فعيشهم رضي الله عنهم لم يزل شديدًا وجهدهم جهيدًا حتى لقوا الله تعالى مؤثرين بما عندهم صابرين على شدة عيشهم، معرضين عن الدنيا وزهرتها، ولذاتها مقبلين على الآخرة، ونعيمها، وكراماتها، فحماهم الله ما رغبوا عنه، وأوصلهم إلى ما رغبوا فيه، حشرنا الله في زمرتهم، واستعملنا بسنتهم" (٥).

وقال المازري: "من المعلوم ضرورة تدين الصحابة - رضي الله عنهم - ومبادرتهم إلى الطاعات، والقرب، ورغبتهم - رضي الله عنهم - في الخير" (٦).

[تفضيل الصحابة على من بعدهم]

قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" (٧).


(١) سورة التوبة، الآية: ١٠٠.
(٢) سورة الحشر، الآية: ٨.
(٣) المفهم (٦/ ٤٩٢).
(٤) المفهم (٦/ ٤٤٢).
(٥) المفهم (٥/ ٣٠٥). وانظر: (١/ ٣٣٧، ٣/ ٦٤٧، ٤/ ٢٤٢، ٥/ ٤٧٧).
(٦) انظر: المعلم (٣/ ١٥٠).
(٧) رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذًا خليلًا" (ح ٣٦٧٣) (٧/ ٢٥)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي =

<<  <   >  >>