للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجهك، وبوجه القبلة؟ فإنه لا يجوز أن يستعاذ بوجه شيء غير وجه الله تعالى، وكذلك لا يجوز أن تقول: لذة النظر إلى قبلتك، وإلى الأعمال التي ابتغى بها وجهك - وبعد ذكر النصوص في صفة الوجه والرد على جميع التأويلات فيها - قال: وعلى تصديق هذه الآثار والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والعلم ولولا كثرة من يستنكر الحق ويستحسن الباطل، ما اشتغلنا كل هذا الاشتغال بتثبيت وجه الله ذي الجلال والإكرام" (١).

فإثبات الوجه لله تعالى واجب على الحقيقة بما يليق به سبحانه وتعالى. هذا هو المذهب السلفي الواضح النقي.

[صفة اليد]

لقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة بإثبات اليد لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} (٢)، وقال تعالي: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (٣) وقال تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٤).

وجاء في السنة أحاديث كثيرة، منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل" (٥) وفي حديث الشفاعة وفيه: "فيأتونه فيقولون: ياآدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه" (٦).


(١) رد الدارمي على المريسي (٢/ ٧٠٨، ٧٢٣) بتصرف، وانظر: الحجة في بيان المجحة (١/ ٢١٧) وأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٣/ ٤٥٧).
(٢) سورة آل عمران، آية: ٧٣.
(٣) سورة المائدة، آية: ٦٤.
(٤) سورة ص، آية: ٧٥.
(٥) رواه مسلم في كتاب التوبة باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت ح (٢٧٥٩) (١٧/ ٨٣).
(٦) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله عز وجل {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} =

<<  <   >  >>