للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، والجهمية والكرامية من فرق المرجئة (١). وقد ردَّ القرطبي والمازري هذا المذهب الباطل كما تبين ذلك في مبحث حكم مرتكب الكبيرة (٢).

[٧ - الأشاعرة]

هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري في مذهبه الثاني، ولا يخفى أنه قد رجع عن مذهبه الثاني إلى مذهب أهل السنة والجماعة في آخر حياته، ولكن الأشاعرة تابعوه على ما كان عليه قبل رجوعه إلى مذهب السلف، وعامة الأشاعرة يثبتون سبع صفات فقط، ويخالفون أهل السنة في كثير من مسائل العقيدة (٣).

والقرطبي والمازري على مذهب الأشاعرة في كثير من مسائل العقيدة، وإن كان القرطبي لم يلتزم بذلك، بل يخالف الأشاعرة في بعض المسائل (٤).

وقد جاء ذكر الأشاعرة باسمهم الصريح في موضع واحد من المفهم (٥)، وفي خمسة مواضع من المعلم (٦). وهم يطلقون أهل السنة أو أهل السنة والجماعة ويقصدون بذلك الأشاعرة، وهذا يتبين من خلال الأقوال التي ينسبونها لأهل السنة إذ كثير منها لا يقول به أهل السنة بل هو قول الأشاعرة، فقد ذكر القرطبي رأي الأشاعرة في بعض المسائل وقال:


(١) انظر: القدرية والمرجئة للدكتور ناصر العقل ص (٧٧) وما بعدها.
(٢) ص (١٥٧).
(٣) انظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود ومنهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله الخالد بن عبد اللطيف.
(٤) ويتضح هذا من خلال التفصيل في مباحث الرسالة.
(٥) المفهم (٢/ ٥٧).
(٦) المعلم (١/ ١٨٤، ١٩٤) (٣/ ٩٤، ١٦٥، ١٧٦).

<<  <   >  >>