للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه.

ونعلم يقينًا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه، ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا" (١).

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "وينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان، وهي قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} (٢) ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤)} (٣) فإن قوله في الفرقان: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} بعد قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا يخفى عليه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير نعم والله ليس بخبير (٤).

فالصواب في هذه المسألة ما عليه أهل السنة والجماعة من إثبات استواء الله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والقول الفاصل هو ما عليه الأمة الوسط من أن الله مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله ويختص به" (٥).

[صفة النزول]

النزول صفة فعلية جاءت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث صحيحة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين


(١) العلو للذهبي ص (١٣٩).
(٢) سورة الفرقان، آية: ٥٩.
(٣) سورة فاطر، آية: ١٤.
(٤) الأسماء والصفات نقلًا وعقلًا للشنقيطي ص (١١٤).
(٥) الفتوى الحموية الكبرى ص (٢٧٥).

<<  <   >  >>