للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له" (١).

وقد آمن بها أهل السنة كما جاءت من غير تكييف لها، ولا تحريف، أو تأويل لمعناها.

قال الإمام الدارمي بعد أن ذكر ما يثبت النزول من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب -تبارك وتعالى- في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا لا ينكرها منهم أحد، ولا يمتنع من روايتها" (٢).

وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد: "باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة: نشهد شهادة مقرٍّ بلسانه، مصدقٍ بقلبه مستيقنٍ بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا؛ وأعلمنا أنه ينزل، والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم.

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول، غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصف لنا كيفية النزول" (٣).


(١) رواه البخاري في كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ح (١١٤٥) (٣/ ٣٥) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه ح (٧٥٨) (٦/ ٢٨٢).
(٢) الرد على الجهمية، للدارمي ص (٩٣).
(٣) كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ٢٨٩).

<<  <   >  >>