للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باطلة، كالحلول والاتحاد، وترك الواجبات، وفعل المحرمات وغيرها من الانحرافات (١).

والقرطبي - رحمه الله - كانت له صولات وجولات مع هذه الطائفة بين انحرافها وبعدها عن الحق فيما ابتدعته من الأباطيل كالغناء والمزامير، التي يتقربون فيها بزعمهم إلى الله تعالى إلى غير ذلك من الانحرافات التي وقعوا فيها، وسبب كثرة رده على هذه الطائفة انتشار التصوف في زمنه وكثرته، وانشغال الناس به عن العلم والتفقه، حيث قال مُشيرًا إلى ذلك: "مجالس العلم والتذكير هي المجالس التي يذكر فيها كلام الله وسنة رسوله، وأخبار السلف الصالحين، وكلام الأئمة الزُّهَّاد المتقدمين، المبرَّأَةُ عن التصنع والبدع، والمنزهة عن المقاصد الردية والطمع، وهذه المجالس قد انعدمت في هذا الزمان (٢) وعوض منها الكذب والبدع ومزامير الشيطان نعوذ بالله من حضورها ونسأله العافية من شرورها" (٣).

ومجمل ردوده على هذه الطائفة تنحصر في النقاط التالية:

[أ - الكشف الصوفي]

قصة الخضر مع موسى - عليه السلام - صرف الصوفية معانيها وأهدافها ومراميها وجعلوها عمودًا من أعمدة العقيدة الصوفية، حيث


(١) انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص (١٩٩) والفلاسفة الإسلاميون والصوفية وموقف أهل السنة منهم للدكتور عبد الفتاح فؤاد ص (٦٥).
(٢) هذا منه رحمه الله مبالغة لا يوافق عليها إذ قد تبين لنا في مبحث الحياة العلمية في عصره في الباب الأول إزدهارها في زمنه وكثرة العلماء ومجالس العلم وأعظم دليل على ذلك ما وصل إلينا من التراث العلمي لذلك العصر.
(٣) المفهم (٧/ ١١).

<<  <   >  >>