للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصلحه وقام عليه، ثم إنه يقال على السيد والمالك" (١).

المطلب الثاني: تعريف توحيد الربوبية شرعًا:

هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه، وخالقه، ورازقه، وأنه المحيي والمميت، النافع الضار، المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار الذي له الأمر كله، وبيده الخير كله، القادر على ما يشاء ليس له في ذلك شريك، ويدخل في ذلك الإيمان بالقدر (٢).

قال ابن القيم: "فهو رب كل شيء وخالقه، والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السموات والأرض عبدٌ له في قبضته، وتحت قهره" (٣).

وهذا هو الذي قرره القرطبي -رحمه الله- وأشار إليه في أكثر من موضع حيث قال: "إن الله تعالى يفعل ما يريد ويحكم في خلقه بما يشاء فلا مدخل لعقولنا في أفعاله، ولا معارضة لأحكامه، بل يجب علينا الرضا والتسليم، فإن إدراك العقل لأسرار أحكام الربوبية قاصر سقيم" (٤).

وقال أيضًا: "الإيمان بالله هو التصديق بوجوده تعالى، وأنه لا يجوز عليه العدم، وأنه تعالى موصوفٌ بصفات الجلال والكمال ... وأنه واحد، صمد، فرد، خالق جميع المخلوقات، متصرف فيها بما يشاء من التصرفات، يفعل في ملكه ما يريد، ويحكم في خلقه ما يشاء" (٥).


(١) المفهم (٤٢/ ٧).
(٢) تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ص (٣٣).
(٣) مدارج السالكين (١/ ٣٤).
(٤) المفهم (٦/ ٢١٦).
(٥) المفهم (١/ ١٤٤).

<<  <   >  >>