للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب آخرون إلى أنه وُلد في إفريقية في المهدية أو غيرها، منهم: الذهبي (١) في سير أعلام النبلاء (٢)، فتكون نسبته لمازر لأن والده نزح منها، فهي بلاد آبائه وأجداده، وهذا الذي رجَّحه حسن حسني حيث قال: "ولا نعلم شيئًا عن ولادة هذا العَلَم الفرد هل كانت بصقلية أو بالقطر الإفريقية، ولم ينص على ذلك أحدٌ من المؤرخين، ولا من مؤلفي التراجم، وأصحاب الطبقات، وبعد البحث الطويل غلب على ظننا أنه ولد بإفريقية سواء أكان ذلك بالمهدية أو بالقيروان، أو بغيرهما من مدن الساحل التونسي ... ومما يؤيد ولادة المازري بالجهة الساحلية هو مداولته التعليم صغيرًا بها، ولم يرو التاريخ أنه أخذ عن شيوخ بلاد نسبته مع توفرهم حينئذ هناك" (٣).

[المطلب الثاني: نشأته]

واكتنف الغموض نشأته كما اكتنف ولادته إذ النشأة مرتبطة بمكان الولادة فذهب البعض إلى أنه نشأ في مازر حيث ولد فيها وترعرع وخرج منها على غلبة الظن حين سقوطها في أيدي النصارى سنة (٤٦٤ هـ) حيث خرج منها غالب أهلها.

والذين رجحوا ولادته في المهدية جعلوا نشأته فيها على أن ما


(١) شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الذهبي، الحافظ، المحدث، إمام المؤرخين، صاحب المصنفات الكثيرة المفيدة، منها: "سير أعلام النبلاء"، " تذكرة الحفاظ"، "ميزان الاعتدال في نقد الرجال"، وغيرها، توفي بدمشق سنة (٧٤٨ هـ). طبقات الحفاظ ص (٥٤٧) ترجمة (١١٤٦)، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني (٣/ ٣٣٦)، سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٠٥).
(٢) سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٠٥).
(٣) مجلة لواء الإسلام، مرجع سابق.

<<  <   >  >>