للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع واجبات الإمام وحقوقه]

الحكم في الإسلام تبعة ومسؤولية لم يشرع إلَّا لتحقيق أهداف وبلوغ مقاصد، وتحقيق هذه الأهداف وبلوغ هذه المقاصد مسؤولية مشتركة بين الحكام والمحكومين.

وبما أن الأمة أعطت الحاكم السلطة للسير بها نحو تحقيق هذه المقاصد، لذلك كان عليه من الواجبات ما ليس على غيره، لكنه لا يستطيع القيام وحده بتحقيق هذه المقاصد، مهما بلغ من القوة، لذلك أوجب الإسلام على المحكومين أيضًا واجبات وحقوقًا للإمام مقابل تلك الواجبات الملقاة على عاتقه (١).

[١ - واجبات الإمام]

قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلَّا حرم الله عليه الجنة" (٢).

قال القرطبي: "الرعاية: الحفظ والصيانة، والغش: ضد النصيحة، وحاصله راجع إلى الزجر عن أن يضيع ما أُمر بحفظه، وأن يقصر في ذلك مع التمكن من فعل ما يتعين عليه" (٣).

وعند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما


(١) الإمامة العظمى للدميجي ص (٣٣٣).
(٢) رواه البخاري في كتاب الأحكام باب من استرعي رعية فلم ينصح ح (٧١٥٠) (١٣/ ١٣٥)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار ح ١٤٢ (٢/ ٥٢٤).
(٣) المفهم (١/ ٣٥٤).

<<  <   >  >>