للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشمال بما هو دونها، وجرى في ذلك على حكم التمثيل الذي به افتتح فختم عليه، وهذا الذي ظهر إليَّ في هذا الحديث" (١).

[صفة الأصابع]

الأصابع ثابتة لله عز وجل بالسنة الصحيحة، فقد جاء من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على أصبع، والشجر والثرى على أصبع، ثم يقول: أنا الملك، أنا الملك. قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (٢) " (٣).

وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء" (٤). قال ابن خزيمة - رحمه الله -: "باب إثبات الأصابع لله عز وجل" (٥) ثم ذكر بالأسانيد ما يثبت ذلك (٦).

وقال الآجري: "باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من


(١) المعلم (٣/ ١٩٦).
(٢) سورة الزمر، آية: ٦٧.
(٣) رواه البخاري في كتاب التوحيد باب قوله تعالى: "لما خلقت بيدي" ح (٧٤١٥) (١٣/ ٤٠٤) ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار ح (٢٧٨٦) (١٧/ ١٣٥).
(٤) رواه مسلم في كتاب القدر باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء ح (٢٦٥٤) (١٦/ ٤٤٣).
(٥) كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ١٨٧).
(٦) المرجع السابق (١/ ١٨٧ - ١٩٢).

<<  <   >  >>