للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيكون الحد في كلام السلف على ثلاثة معان:

١ - ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره، وعلى هذا نقول إن الله تعالى غير حالٍّ في خلقه، ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه، المقيم لما سواه، فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلًا، فإنه ليس وراء نفيه إلَّا نفي وجود الرب، ونفي حقيقته (١).

٢ - ويطلق على معنى الكيفية، ويدل عليه قول الإمام أحمد: "ولا يصفه الواصفون ولا يحده أحد، تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة" (٢).

فالله تعالى بهذا المعنى له حد، لكن لا يجوز لأحد أن يحده؛ لأنه غير معلوم، فلصفات الله كيفية، لكنها غير معلومة لنا، كما قال الإمام الدارمي: "والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره .. ولكن نؤمن بالحد، ونكل علم ذلك إلى الله" (٣).

٣ - ويطلق على معنى حكاية غاية ونهاية تنتهي إليها صفات الله تعالى، فهذا ممنوع لأن صفات الله تعالى كقدرته وإرادته لا تحد بغاية، ويدل على ذلك قول الإمام أحمد "سميع بصير بلا حد ولا تقدير" (٤).

[٦ - لفظ الأعضاء والأركان والجوارح]

احتج نفاة صفات الله تعالى الذاتية، كاليد والوجه والقدم، وغيرها، بأن إثباتها لله تعالى يلزم منه إثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى (٥).


(١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٢٦٣).
(٢) نقض أساس التقديس (٢/ ١٦٥).
(٣) رد الدارمي على المريسي (١/ ٢٢٣، ٢٢٤).
(٤) نقض أساس التقديس (١/ ٤٣١).
(٥) انظر: التبصير في الدين للأسفراييني ص (٩٦) والملل والنحل (١٠٥١).

<<  <   >  >>