للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل لعبد الله بن المبارك: كيف تعرف الله عز وجل؟ قال: على العرش بحد (١).

وورد إثبات هذا اللفظ عن الدارمي وغيره (٢)،

وقد أنكره بعض السلف ولم يروا إطلاقه، وجاء عن الإمام أحمد إثبات الحد ونفيه (٣).

والصحيح أنه لا تعارض بين القولين، إذ النافي نفى المعاني الباطلة، والمثبت قصد إثبات ما تنفيه المعطلة، والرد على الجهمية القائلين بالحلول.

قال شيخ الإسلام: "ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه إن الخالق لا يتميز عن الخلق فيجحدون صفاته التي تميز بها، ويجحدون قدره .. فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه على عرشه مباين لخلقه منفصل عنه، وذكر الحد؛ لأن الجهمية كانوا يقولون. ليس له حد، وما لا حد له لا يباين المخلوقات، ولا يكون فوق العالم؛ لأن ذلك مستلزم للحد" (٤).

وقال عن الروايتين الواردتين عن الإمام أحمد: "حيث نفاه نفى تحديد الحادِّ له، وعلمه بحده، وحيث أثبته أثبته في نفسه، ولفظ الحد يقال على حقيقة المحدود، صنفة أو قدرًا، أو مجموعهما، ويقال على العلم والقول الدال على المحدود" (٥).


(١) رد الدارمي على المريسي (١/ ٢٢٤).
(٢) المرجع السابق.
(٣) انظر: أساس التقديس لابن تيمية (١/ ٤٣٠، ٤٣٣).
(٤) المرجع السابق (١/ ٤٤٣).
(٥) المرجع السابق (٢/ ١٧٤).

<<  <   >  >>