للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفسقه غيبة" (١).

قال الشاطبي (٢) - رحمه الله - مبئنًا هدف غيبة المبتدع عند حديثه عن أحكام أهل البدع: " ... ذكرهم بما هم عليه وإشاعة بدعتهم كي يحذروا ولئلا يغتر بكلامهم، كما جاء عن كثير من السلف ذلك" (٣).

* هجرهم:

قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "أصول أهل السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والاقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء" (٤).

قال القرطبي: "وأما الهجران لأجل المعاصي والبدعة فواجب استصحابه إلى أن يتوب من ذلك ولا يختلف في هذا" (٥).

قلت: ضابط هذا أن يكون للمصلحة الراجحة، أما إذا أدَّى إلى مفسدة أعظم من هذه المصلحة، فلا يشرع إضافة إلى تفريق العلماء بين صاحب البدعة المعلن لبدعته أو الداعي إليها، ومن ليس كذلك، قال شيخ الإسلام - ابن تيمية: "وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر" (٦).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ١٥٨).
(٢) إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشاطبي الإمام الفقيه الأصولي المحدث من أئمة المالكية كان مدافعًا عن السنة محاربًا للبدعة، له مصنفات نافعة منها "الإعتصام" و"الموافقات" توفي سنة (٧٩٠ هـ)، شجرة النور الزكية (٢٣١)، معجم المؤلفين (١/ ٧٧).
(٣) الاعتصام (١/ ١٧٦).
(٤) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ١٥٦).
(٥) المفهم (٦/ ٥٣٤).
(٦) الفتاوى (٢٨/ ٢٠٦).

<<  <   >  >>