للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدولة، فانتقلت من ضعف إلى ضعف، مما أطمع فيها النصارى فهاجموها فتساقطت المدن بأيديهم واحدة بعد الأخرى (١)، حتى سقطت قرطبة حاضرة الأندلس، وعاصمة الموحدين، ومدينة القرطبي، وذلك سنة (٦٣٣ هـ)، حيث وُضع الصليب على جامعها وحُوِّلَ إلى كنيسة، ورحل المسلمون عنها، فتفرقوا في البلاد الإسلامية (٢)، وكان فيمن رحل أبو العباس، حيث خرج في هذا الوقت أو قريبًا منه. فلا حول ولا قوة إلَّا بالله.

وقد بيَّن القرطبي -رحمه الله- وهو المعاصر لهذه الأحداث أن سبب تسلُّط الأعداء عليهم إنما كان لاختلافهم وتفرقهم حيث قال: "ولما اختلفت ملوك المغرب وتجادلوا استولت الإفرنج على جميع بلاد الأندلس، والجزر القريبة، وهاهم قد طمعوا في جميع بلاد الإسلام، فنسأل الله أن يتدارك المسلمين بالعفو والنصر واللطف" (٣).

ثانيًا: الحال في مصر:

عاش أبو العباس في مصر بعد نزوحه من الأندلس، فاستوطن الإسكندرية حتى توفي فيها سنة (٦٥٦ هـ)، وكانت مصر في ذلك الزمن خاضعة لسلطة الدولة الأيوبية، التي خلفت دولة الفاطميين، بقيادة صلاح الدين الأيوبي سنة (٥٦٧ هـ)، حتى توفي سنة (٥٨٩ هـ) فخلفه على مصر ابناه العزيز ثم الأفضل، ثم عمهما العادل بن أيوب الذي تولى مصر سنة (٥٩٦ هـ) حتى توفي سنة (٦١٥ هـ) ثم تولى ابنه الكامل حتى توفي سنة (٦٣٥ هـ)، ثم تولى الملك الصالح أيوب حتى توفي سنة


(١) المرجع السابق ص (٥٦١).
(٢) انظر: تاريخ الإسلام (٤/ ٢٣٣).
(٣) المفهم (٧/ ٢١٨).

<<  <   >  >>