للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طلوع الشمس من مغربها (١). قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" (٢)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال ستًّا: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم" (٣).

والقرطبي عند شرحه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا" (٤). قال: "يعني -والله أعلم- أول الآيات الكائنة في زمان ارتفاع التوبة والطبع على كل قلب بما فيه؛ لأن ما قبل طلوع الشمس من مغربها التوبة فيه مقبولة، وإيمان الكافر يصح فيه بدليل ما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا" (٥) ومعنى قوله: "إذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها" أي: حصل لجميع من على الأرض التصديق الضروري بأمور القيامة الذي لا يكلف به ولا ينفع صاحبه لكون أمور الآخرة معاينة، وإنما


(١) انظر: تفسير الطبري (٥/ ٤٠٤)، وتفسير ابن كثير (٢/ ١٨٤)، وفتح القدير للشوكاني (٢/ ١٨٢).
(٢) رواه البخاري في كتاب الرقاق باب طلوع الشمس من مغربها ح ٦٥٠٦ (١١/ ٣٦٠)، ومسلم في كتاب الإيمان باب الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ح ١٥٧ (٢/ ٥٥٣).
(٣) رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في بقية من أحاديث الدجال ح ٢٩٤٧ (١٨/ ٢٩٩).
(٤) رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه ح ٢٩٤١ (١٨/ ٢٩٠).
(٥) سبق تخريجه ص (٧٩٠).

<<  <   >  >>