مؤلفاتهما إلَّا أنه لم يصل إلينا إلَّا القليل منها، إذ ضاعت عامة هذه المؤلفات وربما كان لأحداث تلك العصور أثر في هذا.
(٤) كتاب المعلم للمازري لا يعتبر في الحقيقة شرحًا لصحيح مسلم إنما هو تعليق على بعض الأحاديث فيه وإن لم يحو جميع مسائل العقيدة إلَّا أنَّ عقيدة المازري ظهرت من خلال هذا الكتاب ظهورًا واضحًا لا لبس فيه ولا غموض.
(٥) القرطبي رحمه، الله رغم إبداعه في تلخيصه لصحيح مسلم وقوته في شرحه لهذا التلخيص في كتابه "المفهم" بحيث اعتمد عليه المتقدمون من العلماء إلَّا أنَّ العجب من بقائه طوال هذه المدة في خزائن المخطوطات مع أهميته ومسيس الحاجة إليه وقد أخرج من الكتب ما لا يقاربه ولا يدانيه.
(٦) القرطبي والمازري تفقها على مذهب الإمام مالك وهو المنتشر في تلك البلاد حتى أصبحا من أعيان المذهب المالكي.
(٧) ظهر من خلال الرسالة انتساب المازري والقرطبي للمذهب الأشعري وقد كان المازري خالصًا في أشعريته لا يخرج عن مذهب الأشاعرة في جميع مسائل العقيدة ويصرح بالانتساب إليه ويدافع عنه بحماس شديد ويسمي الأشاعرة أهل السنة وأهل الحق ويضلل من خالفهم.
والقرطبي وإن كان على مذهب الأشاعرة في عامة مسائل العقيدة إلَّا أنه قد خالفهم في بعض المسائل أو خالف المشهور من مذهب الأشاعرة إذ أثبت أنَّ أول واجب على المكلف هو النطق بالشهادتين وردَّ على من قال: إن أول واجب هو النظر أو القصد إلى النظر. وكان رحمه الله شديدًا في توحيد العبادة ولم يجعل