للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عاقبهُ" فبايعناه على ذلك (١).

وحديث أبي ذر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثُمَّ مات على ذلك إلا دخل الجنة قلتُ: وإن زَنَى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرَق. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنْفِ أبي ذرٍّ" (٢).

والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وهذا هو الذي عليه جماهير العلماء خلافًا للمبتدعة من الخوارج الذين قالوا بكفر مرتكب الكبيرة والمعتزلة الذين جعلوه في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين، فليس بمؤمن ولا كافر، وفي الآخرة خالد مخلد في جهنم، والمرجئة الخالصة الذين قالوا لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.

قال الطحاوي (٣): "ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله" (٤).

وقال الإمام أحمد: "والكف عن أهل القبلة ولا تكفر أحد منهم


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب بايعوا على أن لا تشركوا بالله شيئًا ح / ١٨ (١/ ٨١).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ح (١٢٣٧)، (٣/ ١٣٢) واللفظ من كتاب اللباس باب الثياب البيض ح (٥٨٢٧)، (٢٩٤١٠) ومسلم في كتاب الإيمان باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة ح (٩٢)، (٢/ ٤٥٢).
(٣) أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي أبو جعفر إمام حافظ، له عدة مصنفات، منها: "معاني الآثار"، وشرح مشكل الآثار" وغيرها. توفي سنة (٣٢٢ هـ). سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٧)، طبقات الحفاظ ص (٣٥٥)، ترجمة (٧٦٨).
(٤) الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز (٢/ ٤٣٢).

<<  <   >  >>