للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك حديث الشفاعة أيضًا، حيث قال فيه: "وهذا الحديث ردٌّ على الخوارج والمعتزلة حيث حكمُوا بخلود أهل الكبائر في النار وأنهم لا يخرجون منها أبدًا" (١).

وحمل جميع ما يرد من هذه الأحاديث الدالة بظاهرها على تكفير أهل الكبائر على هذه المحامل مع تخريج كل حديث بما يناسب سياقه، وقد قال عند شرحه لحديث: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" (٢) بعد أن بين مفهوم الحديث على ضوء معتقد أهل السنة والجماعة قال: "وعلى هذا القانون ينبغي أن يحمل ما في هذا الباب مما قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إن فاعله لا يدخل الجنة مما ليس بشرك للأدلة المتقدمة ولما يأتي في أحاديث الشفاعة" (٣).

والمازري أيضًا وافق أهل السنة بقولهم هذا ورد على الخوارج والمعتزلة والمرجئة فيما ذهبوا إليه، وإن كان نسب هذا القول إلى الأشعرية، فقال عند شرحه لحديث: "من مات وهو يعلمُ أنَّهُ لا إله إلَّا الله دخل الجنة" (٤): "اختلف الناس فيمن عصى من أهل الشهادتين فقالت المرجئة: "لا تضره المعصية مع الإيمان، وقالت الخوارج: تضره المعصية ويكفر بها، وقالت المعتزلة يخلد في النار إذا كانت معصيته كبيرة ولا يوصف بأنه مؤمن ولا كافر ولكن يوصف بأنه فاسق. وقالت


(١) المفهم (١/ ٤٥٢).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان باب تحريم إيذاء الجارح (٤٦) (٢/ ٣٧٦).
(٣) المفهم (١/ ٢٢٨) وانظر على سبيل المثال (١/ ١٩٩، ٢٠١ , ٢٢٨، ٢٤٥، ٢٤٧، ٢٥٤، ٢٥٦، ٢٥٧، ٢٨٩، ٢٩٩، ٣١٠، ٣٤٧، ٣٥٤، ٣/ ٧٢٥، ٤٠/ ٦٠، ٦/ ٥٢٧، ٦٠٧).
(٤) رواه مسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على أنَّ من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا ح / ٢٦ (١/ ٣٣١).

<<  <   >  >>