للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنزل الإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء" (١). وغيره من الأحاديث الكثيرة التي جاءت بإثبات أسمائه سبحانه وصفاته، ولذا فأهل السنة والجماعة يؤمنون بهذه الأسماء والصفات كما جاءت، وكما يليق بالله سبحانه وتعالى.

ويُعدّ هذا المبحث من أهم مباحث العقيدة وأخطرها، إذ كثر الخلط والانحراف عن المنهج السوي فيه من قبل بعض الفرق الإسلامية، حيث نشأ عن الضلال فيه معتقداتٌ باطلةٌ، وتصوراتٌ خاطئةٌ في الذات الإلهية، ولهذا اعتنى علماء السنة والجماعة بهذا التوحيد وصنَّفوا فيه المصنفات، وأفردوه بكثير من المؤلفات. ومنهجهم في هذا هو المنهج الأقوم الذي جاء في الكتاب والسنة، وأجمع عليه سلف الأمة.

قال شيخ الإسلام - مبينًا اعتقاد السلف في هذا الباب -: "الأصل في هذا الباب أن يُوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله: نفيًّا وإثباتًا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل. وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد (٢) لا في أسمائه ولا في آياته، فإن الله تعالى ذمَّ الذين يلحدون في أسمائه وآياته، كما قال


(١) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب الدعاء عند النوم ح (٢٧١٣)، (١٧/ ٣٩).
(٢) الإلحاد في اللغة: الميل والعدول عن الشيء. والإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته هو العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى معانٍ باطلة. انظر: شرح العقيدة الواسطية للهراس ص (٧٠).

<<  <   >  >>