للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحربي (١) - ولم يكن في وقته مثله - يقول - وقد سُئِلَ عن الاسم والمسمى -: لي مذ أجالس أهل العلم سبعون سنة، ما سمعت أحدًا منهم يتكلم في الاسم والمسمى" (٢).

وقال الطبري: "وأمَّا القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى، فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام فيستمع، فالخوض فيه شين، والصمت عنه زين، وحسب امرئ من العلم به، والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق، وهو قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (٣)، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (٤) " (٥).

لكن لما تحدث أهل البدع في هذه المسألة، وخاضوا فيها، وجانبوا فيها الصَّواب، كان لابد لأهل الحق من الحديث فيها بالصواب كغيرها من المسائل التي تحدث فيها أهل السنة، وقد سكت عنها من قبلهم؛ لأنهم ابتلوا بالحديث فيها ردًّا على أهل البدع، قال الإمام الدارمي: "قد كان من مضى من السلف يكرهون الخوض في هذا وما أشبهه، وقد كانوا رزقوا العافية منهم، وابتلينا بهم عند دروس الإسلام،


= سنة (٣٠٠ هـ). سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٦٨). تهذيب التهذيب (٣/ ٥٣١).
(١) إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي الإمام الحافظ أحد أعلام القرن الثالث الهجري صنَّف "غريب الحديث" وغيره توفي سنة (٢٨٥ هـ). تاريخ بغداد للبغدادي (٦/ ٢٧). صفة الصفوة (٢/ ٤٠٤).
(٢) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٥٩).
(٣) سورة الإسراء، الآية: ١١٠.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠.
(٥) صريح السنة ص (٢٦).

<<  <   >  >>