للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: من قال: إن الأسماء ثلاثة أقسام:

أ - تارة يكون هو المسمى كاسم الموجود.

ب - وتارة يكون الاسم غير المسمى كاسم الخالق.

* - وتارة لا يكون هو ولا غيره كاسم العليم والقدير.

وهذا هو المشهور عن أبي الحسن الأشعري (١).

وقد ردَّ شيخ الإسلام هذا القول، وبيَّن مجانبته للصَّواب (٢).

الثالث: من قال: الاسم للمسمى إذ هو دليل وعلم عليه، قال شارح الطحاوية: "فالاسم يراد به المسمى تارة، ويراد به اللفظ الدال عليه أخرى، فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك، فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحمن من أسماء الله تعالى، ونحو ذلك، فالاسم ههنَا هو المراد للمسمى، ولا يقال "غيره"، لما في لفظ "الغير" من الإجمال، فإن أُريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى، فحق، وإن أريد أن الله تعالى كان ولا اسم له، حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله" (٣).

وقد ذكر شيخ الإسلام أن الاسم يتناول اللفظ والمعنى المتصور في القلب، ولذا أمر الله تعالى بذكره تارة، وبذكر اسمه تارة كما أمر بتسبيحه تارة، وبتسبيح اسمه تارة، حيث قال: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١)} (٤)،


= من المنتسبين للسنة بعد الأئمة وأنكره أكثر أهل السنة عليهم. الفتاوى (٦/ ١٨٧).
(١) الفتاوى (٦/ ١٨٨) وانظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (٣/ ١٠٤٣).
(٢) الفتاوى (٦/ ٢٠١).
(٣) شرح الطحاوية (١/ ١٠٢).
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٤١.

<<  <   >  >>