للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن الجميل من أسماء الله تعالى، وقال بذلك جماعة من أهل العلم، إلَّا أنهم اختلفوا في معناه فقيل: معناه معنى الجليل، قاله القشيري، وقيل: معناه ذو النور والبهجة، أي: مالكهما، قاله الخطَّابي، وقيل: جميل الأفعال بكم والنظر إليكم، فهو يحب التجمل منكم في قلة إظهار الحاجة إلى غيره، قاله الصيرفي، وقال: الجميل: المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال الآمر بالتجمل له بنظافة الثياب والأبدان والنزاهة عن الرذائل والطغيان" (١).

وقال المازري عن هذا الاسم عند شرحه للحديث السابق: "أُطلق في هذا الحديث تسمية الباري تعالى جميلًا ويحتمل أن يكون سماه بذلك لانتفاء النقص عنه؛ لأن الجميل منا من حسنت صورته، ومضمون حسن الصورة انتفاء النقائص والشين عنها، ويحتمل أن "جميل" ها هُنَا بمعنى مجمل أي محسن" (٢).

الحق:

عند شرح القرطبي لقوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه لربه: "أنت الحق ووعدك الحق ... " (٣)، قال: "أي واجب الوجود وأصله: من حق الشيء إذا ثبت ووجب ومنه: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} (٤) {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (٥) أي ثبت ووجب، وهذا الوصف لله تعالى بالحقيقة والخصوصية لا ينبغي لغيره إذ وجوده لنفسه فلم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم، وما عداه مما يقال


(١) المفهم (١/ ٢٨٨).
(٢) المعلم (١/ ٢٠٣).
(٣) رواه البخاري في كتاب التهجد باب التهجد بالليل ح (١١٢٠) (٣/ ٥) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ح (٧٦٩) (٥/ ٢٩٠).
(٤) سورة الزمر، الآية: ١٩.
(٥) سورة السجدة، الآية: ١٣.

<<  <   >  >>