للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"المحيي المميت من أسمائه تعالى، ومعنى ذلك: أن الله تعالى إنما سمى نفسه بأسمائه الحسنى؛ لأن معانيها ثابتة في حقه، وواجبة له، فكل ما ظهر في الوجود من الآثار إنما هي صادرة عن تلك المقتضيات، فكل إحياء في الدنيا والآخرة: إنما هو صادر عن قدرته على الإحياء، وكذلك القول في الإماتة، وفي الرحمة والملك وغير ذلك من المعاني التي تدل عليها أسماؤه، فكأنه قال: باسمك المحيي أحيا وباسمك المميت أموت، وكذلك القول في سائر الأسماء الدالة على المعاني" (١).

الملك:

قال القرطبي: ""الملك": من له المُلْكُ و"المالك": من له المِلْك والمِلكُ أمدحُ، والمالك أخصُّ وكلاهما واجبٌ لله تعالى (٢).

نور السموات والأرض:

قال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض" (٣) قال القرطبي: "أي: مُنوِّرُها في قول الحسن دليله قراءة علي -رضي الله عنه-: "الله نَوَّر السَّموات" (٤) بفتح النون والواو مشددة، قال ابن عباس: هادي أهلهما. ومجاهد: مُدبِّرهما. وقيل: هو المنزه في السموات والأرض من كل عيب من قول العرب: امرأة نوارة، أي: مبرأة من كل ريبة، وقيل: هو اسم مدح يقال: فلان نورُ البلد وشمس الزمان، كما قال النابغة:


(١) المفهم (٧/ ٤٠).
(٢) المفهم (٥/ ٤٥٥).
(٣) وهو أول الحديث الذي قال فيه عليه السلام "أنت الحق .. " سبق تخريجه ص (٤١٧).
(٤) سورة النور، الآية: ٣٥ والآية هي: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

<<  <   >  >>