للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البسطة في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب، فإن قراءته لا تجوز له وإن كان فيه ما ينتفع به. ومن كان عنده من العلم ما يأمن به على نفسه من غوائل هذا الكتاب ويعلم ما فيه من الرموز فيجتنب مقتضى ظواهرها، ويكل أمر مؤلفها إلى الله تعالى، وإن كانت كلها تقبل التأويل، فقراءته لها سائغة، ويَنْتَفِعُ به، اللهم إلَّا أن يكون قارئه ممن يقتدى به، ويغتر به، فإنه ينهى عن قراءته وعن مدحه والثناء عليه" (١).

٩ - قطع لسان النابح في المترجم بالواضح:

قال عنه المازري في المعلم: "وهو كتاب نقضنا فيه كلام رجل وصف نفسه بأنه كان من علماء المسلمين ثم ارتد وأخذ يلفق قوادح في الإسلام، فنقضنا أقواله في هذا الكتاب، وأشبعنا القول في هذه المسألة وبسطناه في أوراق" (٢).

وقال في شرح التلقين: "وقد أشبعنا الكلام على هذه المسألة وتأويل قوله عليه السلام: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف" (٣) وذكرنا تأويل ما حكي عن ابن مسعود وابن شهاب في كتابنا المترجم بقطع لسان النابح في المترجم بالواضح، وهو كتاب نقضنا فيه كتابًا ألَّفه بعض حذَّاق نصارى المشرق، قصد فيه إلى جمع المطاعن التي تشبث بها الملحدون، وقذفها الطاعنون على ديننا وأضافوها إلى العقل والنقل، فاكتفينا بذكرها هناك عن ذكرها هاهنا لاشتغال أهل الأصول بالخوض فيها دون أهل


(١) طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح (١/ ٢٥٩).
(٢) المعلم (٣/ ١٥١)، وانظر أيضًا (٣/ ٢١٤).
(٣) رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف، ح (٤٩٩٢) (٨/ ٦٣٨)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه ح (٨١٨) (٦/ ٣٤٦).

<<  <   >  >>