للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من العمل وقطعه. عبر عن ذلك بالملل من باب تسمية الشيء باسم سببه" (١).

وقال المازري: "الملالة التي بمعنى السآمة لا تجوز على الله تعالى، وقد اختلف في تأويل هذا الحديث فقيل: إنما ذلك على معنى المقابلة أي لا يدع الجزاء حتى تدعو العمل، وقيل: "حتى" ههنا بمعنى الواو فيكون قد نفى عنه جلت قدرته الملل، فيكون التقدير لا يمل وتملون وقيل: حتى بمعنى حين" (٢).

ونحن نقول: الملال الذي هو فتور عن تعب وألم عن مشقة محال على الله تعالى كما قال القرطبي، ولكن هذا لا يقوله أهل السنة فإثباتهم لملل الله تعالى كما جاء به النص لا يستلزم تشبيهه بملل المخلوق، الذي هو صفة نقص تقتضيه طبيعته والله سبحانه منزه عن النقص إنما إذ أطلق ذلك على الله تعالى فهو صفة كمال لا نقص فيها.

قال الشيخ محمد بن إبراهيم (٣): "فإن الله لا يمل حتى تملو" من نصوص الصفات وهذا على وجه يليق بالباري لا نقص فيه كنصوص


(١) المفهم (٤١٣).
(٢) المعلم (١/ ٣٠٥).
(٣) هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب فهو من أحفاد المجدد محمد بن عبد الوهاب ولد في الرياض سنة (١٣١١ هـ) وقرأ على والده وعلى علماء نجد في زمنه حتى برز وفاق أقرانه وقد فقد بصره قبل البلوغ لكن لم يثنه ذلك عن طلب العلم حتى أصبح من أكبر علماء الأمة في عصره تولى العديد من الأعمال الكبيرة فهو رئيس القضاة والمشرف على تعليم البنات مع رئاسة المعاهد العلمية والجامعة الإسلامية والإشراف على الأئمة والدعاة والمرشدين إلى غيرها من الأعمال الكثيرة من مصنفاته: "رسالة في تحكيم القوانين" وغيرها، توفي رحمه الله سنة (١٣٨٩ هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون للبسام (١/ ٢٤٢) إتحاف النبلاء بسير العلماء لراشد الزهراني ص (٧٧).

<<  <   >  >>