للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذات الإلهية لكن لا على أن "ذات" صفة له بل ذات الشيء بمعنى نفسه أو حقيقته.

وقد جاء ذلك في الحديث الصحيح الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "إن إبراهيم لم يكذب إلَّا ثلاث كذبات اثنتين في ذات الله" (١).

وما جاء عند البخاري في قصة مقتل خبيب بن عدي رضي الله عنه حيث قال عند قتله هذه الأبيات:

وَلَسْتُ أُبالي حين أُقْتلُ مسلمًا ... علي أيِّ شقِّ كان في الله مصرعي

وذلك في ذاتِ الإله وإن يشأ ... يُبارك على أوصال شلو مُمَزَّع (٢)

قال الأصبهاني: "فصل في بيان ذكر الذات" ثم قال: "قال قوم من أهل العلم: "ذات الله حقيقته وقال بعضهم: انقطع العلم دونها وقيل: استغرقت العقول والأوهام في معرفة ذاته، وقيل: ذات الله موصوفة بالعلم غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالإبصار في دار الدنيا، وهو موجود بحقائق الإيمان على الإيقان بلا إحاطة إدراك بل هو أعلم بذاته" (٣).

وقال ابن تيمية: ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلَّا بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيِّء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء وإن لم يحكم بحسنه مثل اسم: شيء وذات وموجود .. " (٤)


(١) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)} ح (٣٣٥٨) (٦/ ٤٤٧) ومسلم في كتاب الفضائل باب من فضائل إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - ح (٢٣٧١) (١٥/ ١٣٣).
(٢) رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل ح (٣٠٤٥) (٦/ ١٩١).
(٣) الحجة في بيان المحجة (١/ ١٨٥).
(٤) الفتاوى (٦/ ١٤٢).

<<  <   >  >>