للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبي: "أي: من ملائكة السماء الثالثة التي أُمدُّوا بهم وهذا يدل: على أنهم كانوا أُمدُّوا بملائكة من كل سماء ويدل هذا الخبر على أن الملائكة قاتلت يومئذ وهو قول أكثر أهل العلم" (١).

وبين القرطبي كيفية قتال الملائكة في هذه الحروب فقال: "قتال الملائكة للكفار يوم بدر ويوم أحد لم يخرج عن عادة القتال المعتاد بين الناس ولو أذن الله تعالى لملك من أولئك الملائكة بأن يصيح صيحة واحدة في عسكر العدو لهلكوا في لحظة واحدة أو لخسف بهم في موضعهم أو أسقط عليهم قطعة من الجبل المطل عليهم، لكن لو كان ذلك: لصار الخبر عيانًا والإيمان بالغيب مشاهدة فيبطل سرُّ التكليف فلا يتوجه يومُ ولا تعنيف كما قد صرح الله تعالى بذلك قولًا وذكرًا، إذ قال: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (٢)} (٣).

و- خزنة النار:

وهم ملائكة جعلهم الله تعالى غلاظًا شدادًا ليكون أشد في نكال وعذاب أهل النار. قال - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" (٤).

قال القرطبي: "ملائكتها - كما وصفهم الله تعالى -: {غِلَاظٌ


(١) المفهم (٣/ ٥٧٧).
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٥٨.
(٣) المفهم (٦/ ١٠١).
(٤) رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حر جهنم وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين ح ٢٨٤٢ (١٧/ ١٨٥).

<<  <   >  >>