للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الجاهلية رؤساء العرب وقادتها؛ لأنهم أهل البيت والحرم، حتى كانت العرب تسميهم: أهل الله وإليهم كانوا يرجعون في أمورهم، ويعتمدون عليهم فيما ينوبهم، ولذلك توقف كثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام قبل أن تدخل فيه قريش، فلما أسلموا ودخلوا فيه، أطبقت العرب على الدخول في الدين بحكم أنهم كانوا لهم تابعين ... ثم لما جاء الإسلام استقر أمر الخلافة والملك في قريش شرعًا ووجودًا، ولذلك قالت قريش يوم السقيفة للأنصار: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، وقال عمر في كلامه: إن هذا الأمر لا تعرفه الناس، إلَّا لهذا الحي من قريش، فانقادوا لذلك، ولم يخالف فيه أحد، وهو إجماع السلف والخلف، ولا اعتبار بقول النظام (١) ولا ضرار بن عمرو (٢) وأهل البدع من الخوارج وغيرهم، إذ قالوا بجواز صحتها لغير قريش؛ لأنهم إما مُكَفَّر وإما مُفسَّق، ثم إنهم مسبوقون بإجماع السلف ومحجوجون بهذه الأحاديث الكثيرة الشهيرة" (٣).

وهذا الذي ذهب إليه القرطبي هو الذي عليه جماهير علماء المسلمين قاطبة، وحكى الإجماع عليه من قبل الصحابة والتابعين، وبه قال الأئمة الأربعة" (٤).


= حارثة وولده أسامة ومعاذ بن جبل، وقدَّم سالمًا مولى أبي حذيفة على الصلاة بقباء فكان يؤمهم وفيهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبراء قريش" المفهم (٤/ ٧).
(١) هو إبراهيم بن سيار بن هانيء البصري، أبو إسحاق أحد أئمة المعتزلة، توفي سنة (٢٣١). سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٤١).
(٢) هو ضرار بن عمرو المعتزلي من كبار أئمة الاعتزال ثم خالفهم فكفروه وطردوه وتنسب إليه فرقة الضرارية توفي سنة (١٩٠ هـ). سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٤٤).
(٣) المفهم (٤/ ٥).
(٤) انظر: الإمامة العظمى للدميجي ص (٢٦٥).

<<  <   >  >>